قلبى المجروح

كيف أبدأ ؟؟
فجرحي أكبر من أن يتكلم !!

يقف فكري عاآآجزاً أن يصف الموقف ..
سأُطلِقُ لجوارحي العنان في الحديث ..
وسأكون المتفرج لها عمَّا ستكتب وتحكي ..

لِتقف تلك الجوارح التي تريد أن تُطلق وتُعبِّر عن مكنونها
يدايَ / قدمايَ / مقلتايَ / عقلي وفكري وقلبي وجسدي بأكمله . . . . .. ..

كل قطعة في هذا الجسد ذاقت مرارة القسوة . . . . .

اجتمعت تلك الجوارح وكل واحدة تقول للأخرى :

ابدئي الحديث .. فالبداية مرَّه ..
والبداية قاسية .. فمن يبدأ ؟؟

لم يمتلك القلب حيال تذكر العقل ما أصابه فذلَّ وانكسر ..
وتبعته المقلتان بالدمع المنهمر ..
حينها ارتعشت اليدان .. وخارت القدمان .. وسقط الجسد على ذكرى الألم ..

سأكتب .. سأكتب ما تمليه علي أيها القلب الجريح فأنا أشعر بك ..
سأكتب .. فلعل نزف جرحك يلتئم .. ولعلي أحمل الهم معك ..

أعطني جرحك سأسطره بمداد على وورق ..
وإن شئت فقل سأُخلِّد جرحك بدم على ورق ..

فشكلك يوحي بالضعف .. وجسدك آخذ بالانهيار ..فماذا أصابك ؟؟

خذ أيها القلم وسطر ما سَأُمليه عليك فأنا الآن سأتكلم ..
خذ .. فأنا أكثر الجوارح ضرراً .. وأنا من يئنُّ ويتألم ..

س ،، طِّ ،، ر

أيها الطاعن القاسي !!
ليتك غرست خنجرك بقوة أكبر لتقضي على ما بقي مني فأنا لا أحتمل العيش بجرح ينزف !!
فمنذ رحليك وظلك يلازمني ..
همسك .. كلماتك .. ألحانك .. أنغامك تترنم في أذني ،،

عزف أوتارك وسحر كلماتك مازالت تلعب بعواطفي ،،

جعلتك أمامي !! وخلفي !! وبين ناظري !!
تربعت على عرش قلبي لتحتل المركز الأسمى لتعيش به وحدك ،،
أهديتك الحب والوفاء والنقاء والصفاء ولم يكن ذلك لأحدٍ قبلك !!

جعلتك أمامي شعلة من نور أستضيء بها في كل أوقاتي !!
فحزنك حزني .. وفرحك فرحي .. وهمك همي ،،
ولم أشأ يوماً أن أبات وأنت غيرُ رآآضٍ عني ،،

ودَّعت الدنيا بأكملها لأجلك !!
أعشق مرارتك ما دمت بجانبي وبين أحضاني .. فكيف بحلاوة أيامك ؟؟

ليتحطم كل هذا أمام كلمة شعرتَ فيها بالانتصار لنفسك !!

لم تأهبه بعشقي !! بعواطفي !! بحبي !! بل جنوني !!

أين حنانك ؟؟ أين رقة أنغامك ؟؟ أين عزف ألحانك ؟؟
لم هذا الجمود ؟؟ لم هذا الجفاء ؟؟

لم ألقي لتجارب الرجال من حولي بالاً ،،
ورأيتك ببراءتي شخصاً نادر الوجود !!

كنت أعتقد أن كلماتك حقيقة !!
وهمساتك التي تهمس بها كل ليلة في أذني صادقه !!

لتنهار وتخور قواي .. أمام يديك الملغومتين
لتهدم بيتاً لطالما رعيته !!
بيتاً لطالما صنته وحفظت كرامته !!
لطالما أحببت البقاء فيه مُقدَّماً على كل نُزُهَاتِ العالم !!

حطمت كل حلم جميل رسمته ،،
وكل أمنية تمنيتها ،،
وبنيت بيننا جدار ناري لا يمكنني ملامسته !!

مجروح أنا .. ولم يجرحني أحد كجرحك ،،
مطعون .. ولم يطعني أحد كطعنك ،،

طعنتي بخنجرٍ مسموم لتتركني بعدك أعاني الوحدة والهموم..
ضاآآآقت بي الدنيا حتى تمنيت الموت ..

لم يجدي معك توسلي .. بكائي .. حنيني .. جراحي .. رجائي !!!
أغلقت كل الأبواب في وجهي لتختار طريق الفراق!!

وأقف بعد كل هذا عاجز عن معرفة السبب !!!!